قتل ولدي وسيم صلاح الدين محمد إبراهيم حسين في مدينة موسكو بجمهورية روسيا
الاتحادية بتاريخ 20/6/2008 ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وعبر رحلة من العذاب
والمعاناة لم تتم إفادتي من قبل سلطات التحقيق الروسية عن مرتكبي هذه الجريمة
المروعة ولا مسببا تها.
ويهمني أن أعرض على سيادتكم في اختصار غير مخل التطورات المصاحبة لهذه الجريمة.
الموضوع
في 22 يونيو حاولت الاتصال بولدي وسيم تلفونيا فلم اتلق أجابة ، عاودت الاتصال طوال
اليوم دون طائل ، اتصلت بشقيقه وأصدقائه طالبة منهم التوجه إلى منزله للسؤال عن
غفادة زوجته بأنه أختفى من منزله منذ يوم 20
يونيو سنة 2008.
قام شقيقه بتقديم بلاغ إلى مركز الشرطة التابع له محل اقامته كما قام بالاتصال
بالسفارة المصرية التي قامت بدروها بالاتصال بالخارجية الروسية وأبلغتهم بالواقعة.
سارعت بالسفر إلى مدينة موسكو ووصلتها يوم 3 يوليو سنة 2008 وفور وصولي تقدمت ببلاغ
إلى النيابة الروسية وكذا فعل شقيقه.
لم تقم الشرطة الروسية باتخاذ اي اجراءات سواء لمعاينة مقر سكنه أو التحفظ على
زوجته لسؤالها مما مكنها من الهرب إلى خارج مدينة موسكو ومعها أولاد ابني وكافة
متعلقاته بما فيها باسبوره المصري ، كما لم يقم البوليس الروسي بأي إجراء نحو
معاينة محل اقامة ابني أو سؤال جيرانه وكان بينهم مواطنين روسيين التقوا به في
منزله مساء يوم 19/6/2008.
تبادلت القضية عدة جهات – أكثر من أربعة محققين – دون طائل أو تحقيق فعلي في
الوقائع التي تقدمنا بها في بلاغاتنا.
طلبت منا إحدى جهات التحقيق التوجه إلى المشرحة المركزية للتعرف على الجثث المجهولة
عسى أن يكون بينها جثة ولدي وهو ما فعلناه على مدى الثلاثة أشهر التي مكثتها بمدينة
موسكو فلم أعثر عليه حياً أو ميتاً ، بل والأدهى منذلك أن اخطر شقيقه بخطاب رسمي من
قبل إدارة البحث الجنائيبقفل باب التحقيق وحفظ القضية لعدم وجود شبهة جنائية.
تقدمت وشقيقه ناجي ببلاغ آخر عددنا فيه أسباب اشتباهنا في أن وراء اختفاء وسيم شبهة
جنائية إلا انهم عادوا وارسلوا اخطار آخر يفيد نفس المعنى السابق أي حفظ القضية
لعدم وجود شبهة جنائية.
بعد عودتي إلى وطني مصر في 3 سبتمبر سنة 2008 ارسلت برقية إلى السيد رئيس الجمهورية
والسيد رئيس الوزراء والسيد وزير الخارجية اناشدهم فيها مساندتي في البحث عن ولدي
وقد تضامن معي نخبة من الكتاب والأدباء والصحفيين والفنانين والسياسيين من كافة
الاتجاهات وكذا أعضاء من مجلسي الشعب والشورى وقد توجهوا بنداء إلى السيد رئيس
الوزراء أحمد نظيف أن يعرض الأمر على الرئيس بوتن اثناء لقاءه في جمهورية روسيا
الاتحادية وقد استجاب سيادته لهذا النداء وتم عرض الأمر بالفعل على الرئيس بوتن
وعلى إثر ذلك تمكشف النقاب عن جثة ابني الذي عثر عليها يوم 23/6/2008 وكتب
بالتقرير الطبي النص التالي "مترجما عن الوثيقة الروسية"
في 23/6/2008 في حوالي الساعة التاسعة في الحيز المائي لنهر موسكو وفي كورنيش
الكريملين في منطقة منزل رقم 8 بالقرب من سفينة "فاليرى يرويوف" الراسية على الشاطئ
بالعنوان السابق تم العثور على حقيبتين مصنوعتين من ألياف صناعية وثلاثة أكياس
بلاستيكية عند فتحهم تم اكتشاف الأجزاء الآتية من جثة رجل مجهول الهوية : الرأس
والجزء العلوي من الجذع والطرفين العلويين اللأيمن والأيسر ومنطقة الحوض والفخذين
الأيمن والايسر والساق اليسرى.وفي يوم 26/6/2008 في الحيز المائي لمصرف نهر موسكو
بعنوان مدينة موسكو / شارع ب ياكيمنكا وعند منزل رقم 1 تم اكتشاف قطعة من الطرف
السفلي لأحد الأشخاص "الساق اليمنى.
بعد ذلك تم أخذ عينة من دم ابنته داليا وعمل دي ان آيه لها وللجثة وثبت تطابقها مع
الجثة التي كانت مجهولة والتي هي جثة ابني وسيم.
ومن هنا يتضح أن الجثة كانت في حوزة البوليس الروسي بعد ثلاثة أيام من اختفاءه
وطوال الوقت الذي كنت ابحث فيه عنه واودعت مشرحة مجهولة ومكثت ثلاثة أشهر كاملة ثم
قرروا دفنها في مقابرهم حتى كشف عنها بعد 6 أشهر كاملة بعد تدخل رئيس الوزراء
الروسي السيد بوتن.
والآن فإن هذه الملابسات الغير مفهومة والغير مبررة وفي ضوء موقف سيادتكم المشرف من
قضية مقتل الشهيدة مروة الشربيتي فإنني اتقدم بهذا البلاغ رجاء اتخاذ كآفة
الاجراءات الكفيلة بكشف النقاب عن الأيدي الآثمة التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة في
حق ابن من ابناء مصر يحمل الجنسية المصرية ولم يتخلى عنها لحظة واحدة ومرفق صورة من
باسبةره المصري وبطاقة الرقم القومي ورخصة قيادته المصرية.
سيادة النائب العام
انني أم مصرية تطالب بحقها الإنساني في معرفة ملابسات مقتل ابنها والإمساك بقتلته
ومحاكمتهم وتنفيذ حكم العدالة فيهم.
لسيادتكم التحية والاحترام والشكر
شاهنده عبد الحميد مقلد